الدمعه علي خد الحر الذي يبكي بلد تغتال يومياً وسام. سربوا ما سربوه لأجندات عمرها حكم العسكر للبلاد. ما حدث، وببساطة، هو تشريح لجثة هامدة تسمي العدالة في مصر. و الأسواء في هذا المشهد الهزلي إن “حاميها حرميها”. تألق النظام علي ٣ مستويات : الفشل ، التعفن الأخلاقي، وأخراً وليس أخيراً : الغباء. العبث عنوانه حفنة من اللصوص المزورين يزوروا لكي يضفوا روح القانون علي تحركات انقلابية.
أمسك بكوب من الشاي (أو القهوة إن شئت عزيزي القاريء فهني مساحة ديمقراطية علي عكس الوطن) ودعنا نتأمل المشهد معاً. الشخصيات الرئيسية في القصة هم مجموعه ترأس العصابة والبلد في نفس الوقت. السيسي، وزير الدفاع في ذاك الوقت، شاهين، خبير الشوؤن القانونية للمجلس العسكري أو اللاقانونية طبقاً للأحداث، رئيس القوات البحريه، محمد ابراهيم وزير الداخلية ومعهم رئيس مكتب السيسي والنائب العام لقطع الشك إن المؤامرة كاملة الشكل و المضمون. التفاصيل لا تهمنا بقدر تحليل طبيعه السرطان الذي يعبث الشأن المصري، الذي يهاجم نخاع دوله القانون
الموضوع وما فيه: قلق النائب العام وهو يتفحص أوراق قضيه محمد مرسي لوجود ثغرة قانونية وهي حبس المعزول، أو بمعني أدق المنقلب عليه، في منشأه عسكرية وليس في مبني تسيطر عليه وزارة الداخلية. فقام النائب، من المفروض هو ممثل القانون في هذا الشأن، بالإتصال بالحاكم الحقيقي للبلاد : المجلس العسكري متمثل في ممدوح شاهين. هرول شاهين ومعه رئيس مكتب السيسي و طبخوا الطبخة السليمة، و مكوناتها بالطبع الكوسة،بمساعدة وزير الداخلية وقائد القوات البحرية بتغيير تواريخ الأوراق وطبيعه المبني الذي يحتجز فيه مرسي. ولكي “تزيد البله طينة” يوجد تسريب أخر يوضح علم السيسي بالموضوع بالكامل حيث يتأكد في أحد التسريبات من إنجاز الجميع لل “المهم”ه.
في تفاصيل بنيان الكرامه التي طالب بها المصريون مع إنفجار الثورة هو إحترام ذهن المصريون. مربط الفرس من الشق التحليلي إن بطش الدولة العميقه، التي يلعب بها المؤسسه العسكرية والشرطية دور مركزي، لا يقتصر فقط علي البطش البدني والفكري. ولكن هو في المقام الأول بطش بالقانون والعدل. بدون وجود ركن العدل في دوله تفتض أقل معطيات العدالة الاجتماعيه يغرق المواطن المصري تحت مياه التزوير . وإن كنتم نسيتم فدعني أفكركم أنه نفس التزوييرالذي تم في ٢٠١٠ وأدي في نهايه الأمر لثورة ٢٥. و لكن الكسلأء فكرياً والمخوخين أخلاقياً ذاكرتهم سرعان ما يأكلها الصدي.
نقطه أخيره قبل أن ننهي كوب الشاي معاً: عندما ينتهي شاهين من مخاطبه الأطراف الاخري عبر التليفون يستمر الحوار في الغرفه. اسئل نفسك كيف حدث ذلك؟ لست خبير أمني و لكن ذهني لا ينام: غرفه الباشا يوجد بها أجهزة تصنت.
نلتقي في حلقه قريبه من : أغرق تحت ماء الغباء.