جفف دموعك و لا تغرق فيها. الثورة المضادة لم تبدأ اليوم يا مصري. مبارك الرجل الذي قتل الآلاف من المصريين، الرجل الذي سرق ثورتنا وثروتنا حر طليق اليوم. الرجال المسلحون بالسلطة والسلاح و الجاه والمال جالسون رجل فوق الاخري يدخنون سيجار كوبي اليوم.
شد عودك و إمسح دموعك فاليوم ليس يوم للحداد. اليوم لابد أن تصوب عيونك علي الجبل من جديد لو ترغب في إحترام كل قطرة دم اهدرت منذ ٢٥ يناير. ماتوا في سبيل حقك في حياه نسيجها الكرامة. يوم ٢٨ يناير عندما قبلت الشمس المصرية سماء دون نهاية، لم يكن يعلم المصريون والعالم إن اليوم هو ميلاد الثورة المضادة، عند دخول أول دبابة شوارع القاهرة المجيدة. من يقود قطار الدوله العميقه في دوله مثل مصر هو نادي الدائرة المفرغة، دائرة مفرغة من المبدأ، دائرة تصوب انظارها لمقعد الحكم. طنطاوي فهم ذلك وها هو السيسي يمشي بكل ثقه في نفس الطريق بعدة بخطي ثابتة. الموجة الجارفة للثورة كانت مرعبه للدائرة المغلقه ولكن الرجال ذوي الدكتوراة في التكتيك الحربي بكل إتقان اتفقوا ” إنتظر مرور العاصفة واضرب ثم إضرب بقوة فيما بعد”.
وانتظروا بالفعل ونفذوا بدقة مليئه بالسم، والثوار وقفوا بكل سذاجة وبراءة يرفعون علم القانون و ما أدراك بشموخه. دولة القانون التي ثحترم حقوق الكل، حلم مثلها مثل ٢٥ يناير. ولكن من ينتمون إلي المدرسة المكيفليه ادركوا أن القوة، في اغلب الأحيان تأتي لأصحابها بمزيد من القوة ولفترات طويلة من الزمان.. لا توجه أصابع الإتهام لمن يحاربون في سبيل ثروتهم، عرباتهم الفارهة ، أراضيهم ومقعد السلطه. لا توجه أصابع الإتهام لمن وقع في بحر من المباديء والقيم. البراءة ليست جريمة. الجريمه هي السذاجة السياسية عندما ينهار عالمك وتري معالم الإنهيار ولكن تظل تكذبها.
الدوله العميقه فهمت منذ البداية ضرورة فعل شيئين : شيطنة 25 يناير وثواره و التحكم في كل خندق قضائي. نجحوا في المهمه بإمتياز.
أرفع القبعه لتخطيط الدوله العميقه الشيطاني. أذكركم بشيء واحد فقط: لقد فجرتم جيل جديد من الثوار اليوم. المرة القادمه سيتركون سلميه عند الباب.